يخوض المنتخب المصري لكرة القدم مباراته الثالثة اليوم في كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا، حيث يلتقي الفريق نظيره الأميركي في التاسعة والنصف من مساء اليوم على استاد رويال بافوكينغ في مدينة روستنبرغ ضمن الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى 28 يونيو الجاري.
وفي التوقيت نفسه وفي مدينة بريتوريا، تقام مباراة السحاب التي ينتظرها الجميع منذ إجراء القرعة، حيث يلتقي المنتخبان البرازيلي والإيطالي في المباراة الثانية بالمجموعة نفسها.
يمثل لقاء اليوم الاختبار الثالث أو السؤال الثالث للمنتخب المصري على طريق الجائزة الكبرى التي لم يكن أحد يتوقع أن يقطع فيها الفريق هذا الشوط الكبير، حيث يحتاج الفريق للفوز اليوم على المنتخب الأميركي بأي نتيجة وتعثر نظيره الإيطالي أمام البرازيل في المباراة الثانية بالمجموعة.
نجح المنتخب المصري بالفعل في الإجابة عن السؤالين الأول والثاني في المجموعة بعدما قدم عرضا متميزا ومبهرا أمام نظيره البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة وخسر منه بصعوبة فائقة وفي الوقت الضائع للمباراة 3/4، ثم حقق الفوز المثير والتاريخي على نظيره الإيطالي في المباراة الثانية 1/صفر ليضع نفسه بقوة داخل دائرة المنافسة على التأهل للمربع الذهبي في البطولة.
لكن يبقى السؤال الثالث للمنتخب المصري خلال مباراة اليوم التي يخوضها بمعنويات عالية للغاية بعد الفوز على نظيره الإيطالي بطل العالم في المباراة السابقة له.. ومن المؤكد أن أحفاد الفراعنة يرغبون في كتابة تاريخ لهم سيظل محفورا في وجدان عشاق الساحرة المستديرة على مر التاريخ مثلما حفر قدماء الفراعنة تاريخهم على جدران المعابد التي لا تزال تشهد بأمجادهم.
ومثلما هي الحال في برنامج «من سيربح المليون» سيكون المنتخب المصري في حاجة إلى الاستعانة بثلاث وسائل مساعدة ليجيب عن السؤال الذي سيطرح أمامه اليوم وهو «كيف يربح بطاقة التأهل للدور قبل النهائي».
أولى هذه الوسائل المساعدة بالتأكيد هي «حذف إجابتين»، حيث يحتاج المنتخب المصري إلى حذف احتمالي التعادل والهزيمة، لأنه يحتاج إلى الفوز وربما إلى الفوز بعدد من الأهداف، ولكن عليه أولا أن يبحث عن الفوز.. أما الوسيلة الثانية فهي الاستعانة بصديق، ومن المؤكد أنه لن يجد صديقا أفضل من مديره الفني الوطني حسن شحاتة وعليه أن يستعين بخطة «المعلم شحاتة» والالتزام بتعليمات الجهاز الفني وعدم الابتعاد عن التركيز الذي لازمه في المباراة السابقة أمام المنتخب الإيطالي لأنه كان مفتاح الفوز.
أما الوسيلة الثالثة فهي متواجدة بالفعل وهي «الاستعانة بالجمهور»، حيث حظي المنتخب المصري بمساندة جماهيرية في هذه البطولة لم ينلها من بين الفرق الأخرى سوى أصحاب الأرض أو منتخب «البافانا بافانا»، ولذلك فإن هذه الوسيلة في أيدي اللاعبين بالفعل بشرط أن يواصلوا عروضهم القوية في البطولة.. وقد شهدت مباراة الفريق أمام نظيره الإيطالي حضور نحو عشرة آلاف متفرج مصري في المدرجات في واقعة قلما تتكرر.. وانضم إليهم مشجعو جنوب أفريقيا بعدما شاهدوا العروض الممتعة من المنتخب المصري ممثل القارة السمراء في هذه البطولة.
ومع وجود الوسائل الثلاث المساعدة يستطيع المنتخب المصري بالفعل عبور عقبة نظيره الأميركي الذي خرج عمليا من دائرة المنافسة على التأهل للمربع الذهبي ويحتاج إلى معجزة للتأهل.
ينتظر أن يدفع المعلم شحاتة في هذه المباراة بالتشكيل نفسه الذي خاض المباراة أمام إيطاليا، باستثناء تغيير واحد بعدما تأكد الجهاز الطبي من أن إصابة زيدان ستمنعه من المشاركة في المباراة وقد يلعب مكانه المهاجم الآخر محمد محسن أبو جريشة نجم الاسماعيلي، أو يدفع شحاتة بلاعب آخر في وسط الملعب مثل أحمد عيد عبد الملك مع الاعتماد على رأس حربة واحد هو محمد أبو تريكة ولكن من المرجح أن يكون الاحتمال الأول هو الأقرب.
بينما تحوم الشكوك فقط حول سيد معوض وأحمد فتحي لإصابتهما في المباراة ذاتها، لكن البدلاء جميعهم جاهزون لتعويض غياب أي لاعب.
لكن مهمة المنتخب المصري لن تكون بالسهولة التي يتصورها البعض لأن فارق المستوى بين المنتخب الأميركي ونظيريه البرازيلي والإيطالي لا يعنيان بالضرورة أن يسقط أمام المنتخب المصري في روستنبرغ، فالفريق وإن خرج عمليا من دائرة المنافسة يسعى إلى حفظ ماء الوجه وتحقيق أي فوز في البطولة بعد الهزيمة 1/3 أمام إيطاليا وصفر/3 أمام البرازيل.
لذلك ينتظر أن يبحث المنتخب الأميركي أيضا عن فوز يرضي غروره الكروي، بل وقد يذهب بطموحه إلى الفوز على منتخب مصر والتأهل إلى الدور قبل النهائي وهو أمر وارد الحدوث أيضا لأن فوزه 3/صفر وهزيمة المنتخب الإيطالي من البرازيل بالنتيجة نفسها يعنيان صعوده إلى المربع الذهبي على حساب إيطاليا ومصر.
لذلك فإن هذه المجموعة تشهد بالفعل حسبة برما بسبب فوز مصر على إيطاليا، ومن الصعب التكهن بهوية الفريقين المتأهلين منها إلى المربع الذهبي.
غياب
زيدان
أكد الجهاز الطبي للمنتخب المصري لكرة القدم عدم قدرة محمد زيدان نجم هجوم الفريق على خوض المباراة المرتقبة اليوم أمام المنتخب الأميركي وتعرض اللاعب للإصابة بشد في العضلة الخلفية في الدقائق الأخيرة من مباراة فريقه السابقة أمام المنتخب الإيطالي، التي فاز فيها المنتخب المصري 1/صفر، ولكنه ظل في الملعب حتى بعد دقائق من بداية الشوط الثاني قبل أن يتم تغييره. وأكد أحمد ماجد، طبيب الفريق، إن إصابة اللاعب ليست كبيرة، ولكن الجهاز التدريبي يرفض المجازفة بأي لاعب وإشراكه في المباريات إلا عندما يكون سليما ومستعدا تماما. ورفض اللاعب التحدث إلى وسائل الإعلام العربية والعالمية، لشعوره بالإحباط خاصة أنه كان يتمنى المشاركة في المباراة التي ستحدد مصير الفريق في الوصول إلى الدور قبل النهائي للبطولة. وفي الوقت نفسه، يعكف الجهاز الفني حاليا على تجهيز اللاعب سيد معوض الذي أصيب خلال المباراة نفسها بجزع في الرباط الداخلي للركبة، لكن تبدو فرص الحاقه بالمباراة كبيرة.