المطلوب هو القضاء على البؤس الشديد!!
أفضل ما قاله وزير الشؤون الاجتماعية حتى الآن تصريحه الصحفي الذي اكد فيه انه لايمكن القضاء على الفقر تماما في أي مكان في العالم، لأنه لو قال غير ذلك لكان قوله مجرد زعم لا يتفق مع حقائق الحياة وسنن الكون، فلولا وجود فقر وفقراء لما فرضت الزكوات ودعي الناس الى تقديم الصدقات، لكن درجات الفقر متعددة ومتباينة حتى ان الفقه الاسلامي قد فرق بين الفقير وبين المسكين في آية الزكاة وأردف وصف البائس بصفة الفقير فقال عنه: البائس الفقير وما نراه في مجتمعنا الغني بالسمعة، ليس فقرا فقط ولكنه يصل في بعض الحالات الى حد البؤس والعوز الشديد والفاقة المتناهية وهذه الاحوال يطلق عليها عالميا صفة “تحت خط الفقر” وما تحت خط الفقر عالميا يكون على درجات ايضا بعضها تحت الخط مباشرة وبعضها في واد سحيق منه، كما ان خط الفقر نفسه يختلف من دولة الى اخرى ومن مجتمع الى آخر حسب المتطلبات الاساسية عند كل شعب أو أمة، واعتقد ان ما يطالب به المصلحون ورجال الإعلام وكل وطني غيور ليس محو الفقر من هذا الوطن لان ذلك مطلب رومانسي يستحيل تحقيقه تماما على ارض الواقع ولكن المطلوب هو الاستفادة من تجارب الامم الاخرى ذات المداخيل الوطنية الوفيرة، بالنسبة لتعاملها الاجتماعي والانساني مع الاقل دخلا من الافراد والاسر في تلك المجتمعات فهناك دول لايوجد فيها من يمد يديه بطلب العطاء من احد لأن الضمان الاجتماعي اغناه عن ذلك حتى لو كان عاطلا عن العمل، فان وجد لديهم من يمد يديه بالشحاذة فانهم يتهمونه بانه يريد جمع المال لاستخدامه في امور غير مشروعة فالغذاء والدواء والكساء والعلاج والسكن متوفر والدراسة مجانية في مرحلة التعليم العام لجميع الاطفال والابناء ووسائل الترفيه البريء متوفرة كذلك، فلعل المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية يضعون خططا للقضاء على البؤس والعوز وعندها لن يطالبهم عاقل بالقضاء المبرم على الفقر مادام انه ضمن المعدلات المعتادة في الدول المماثلة من حيث الدخل والوفرة.