قالت إسرائيل إنها ستستدعي سفيرها لدى سويسرا أمس احتجاجا على مؤتمر تعقده الأمم المتحدة عن العنصرية في جنيف يحضره الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
وأبدى مسؤولون إسرائيليون غضبهم أيضا خلال اجتماع عقده الرئيس السويسري هانز رودولف ميرتس أول من أمس مع أحمدي نجاد الذي شكك في حدوث المحرقة ودعا إلى "محو إسرائيل من على الخريطة"..
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمجلس الوزراء في تصريحات نقلتها وسائل إعلام: "قتل ستة ملايين من أبناء أمتنا في المحرقة. لم يع الجميع الدرس للأسف".
وأضاف نتنياهو "بينما نحن نحيي الذكرى يعقد مؤتمر مزعوم عن العنصرية في سويسرا. ضيف الشرف عنصري ينكر حدوث المحرقة ولا يخفي نواياه في محو إسرائيل من على وجه الأرض".
وتوترت العلاقات الثنائية بالفعل في العام الماضي عندما شكت إسرائيل لسويسرا من شراء الغاز الطبيعي من إيران. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الصفقة أضرت بمساع تقودها الولايات المتحدة لعزل إيران بسبب برنامجها النووي.
وافتتح المؤتمر حول العنصرية "دوربان 2" أمس في جنيف في غياب عشر دول كبرى بينها الولايات المتحدة، فيما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "خيبة أمله الكبيرة" لهذه المقاطعة.
وقال بان كي مون "أشعر بخيبة أمل كبيرة أن بعض الدول التي يجدر بها المساعدة على شق طريق إلى مستقبل أفضل غائبة"، مبديا أسفه لاستمرار "العنصرية حتى الآن".
وتابع "خارج هذه الجدران، لقد تعارضت مجموعات مصالح من انتماءات سياسية وعقائدية عديدة في أجواء من الحدة. يجدر بها أيضا إن تكون معنا وأن تتكلم".
ودعا بان إلى إدراج المؤتمر الذي يعقب مؤتمرا أول جرى عام 2001 في دوربان في جنوب إفريقيا وسادته البلبلة والجدل، تحت شعار "عهد جديد من التعددية"، مرجحا أن يتسم "بقدر أقل من المواجهة والمزيد من الحوار، بقدر أقل من الأيديولوجيا والمزيد من التفاهم".
وأعلنت الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلاندا و هولندا وإيطاليا وألمانيا عدم مشاركتها في المؤتمر الذي يعقب مؤتمرا أول صاخبا أثار خلافا محتدما قبل ثماني سنوات في دوربان في جنوب إفريقيا.
من جهة أخرى، انتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس إنشاء دولة إسرائيل بعد 1945 واصفا إياها بأنها "حكومة عنصرية"، وذلك في كلمة أمام المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة حول العنصرية في جنيف. وقال نجاد "بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لجأوا (الحلفاء) إلى القوة العسكرية لانتزاع أراض من أمة برمتها، تحت ذريعة معاناة اليهود".
وأضاف "أرسلوا مهاجرين من أوروبا، والولايات المتحدة، ومن عالم المحرقة لإقامة حكومة عنصرية في فلسطين المحتلة". وأدت تصريحات الرئيس الإيراني إلى مغادرة ممثلي دول الاتحاد الأوروبي مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية المعروف بـ"دوربان الثاني" القاعة، كما أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقبل ذلك بقليل طرد حراس الأمم المتحدة ما لا يقل عن ثلاثة متظاهرين متنكرين بشعر مستعار ملون وأنف أحمر كانوا يرددون "عنصري، عنصري" في اتجاه الرئيس محمود نجاد، من قاعة المؤتمر.