وأنا أعلم أن ما أكتبه لا يستدير سوى
لنفسه .. مللت حروف الانتظار الوهمية ..
مللت الكتابة .. مللت الصمت أيضا
كلما أقف على خارطة الوقت
أجد نفسي أغرق في دوامة من
الحيرة .. أغرق في دوامة من
الوجوم الإجباري ..هكذا هي لحظات
الذبول الضائعة خلف مجرات الحياة
كم هي قاسية تلك الدمعة التي
أحرقت حنجرة هذا الزمن الضعيف
ليتني لم أعلم عن خارطة العشاق
سوى عبارات الرحيل المحترقة
حبيبي
لما كل هذا ..هل لأنني كنت وفيةً
حد السذاجة المفرطة ..أم لأنني أحترق
كشمعة تعتصر ابتسامة الحياة خلف موتها
لا أعلم أنني وقفت يوما أختلس نظرات
أنفاسي السابحة بين أفلاك الرحيل
ولم أكن أعي ما معنى الحيرة
من الواقع المجهول .. ولم أكن لأستريح
على شواطئ الأمنيات التي أصبحت من
المستحيلات .. لأنني كنت مغرورة بحبك لي
انقلبت سفينة كبريائي .. أم لأنني آويت ليلا
كان يسحب حبال الغد خلف مرايا هذا الزمن
آه ..قاسي أنت .. نعم قاسي حين لا تعي
ما معنى الذبول .. قاسي حين لا تعرف
أن الغرق هو الانتظار الوهمي .. سأرحل لكن ..
بعد أن تعرف أن كؤوس الحياة لذيذة الطعم
فكم من كأس قد شرب هذا الزمن وكم قد أسقى هذا
الزمن أنسجة خلاياه الكثير من الكؤوس
سوف أرحل .. لكن .. بعد أن تعرف
أن الحياة لن تتوقف عند هذا المنعطف
كلا فربما يأتي الغد الذي أولد فيه من
جديد .. نعم ربما يأتي الآن .. أو بعد
دقائق أو ساعات ..أو ربما بعد سنوات
أو ربما لن يأتي أبـــــدا
حبيبي
قد تتعجب وأنا أنطق هذه العبارة (( حبيبي ))
لكنني لا أنطقها من أجلك .. كلا فأنا أعزي بها روحي
في ذلك الزمن الذي أنصهر وذاب داخل شرايين
الخيانة التي نثرتها أحلامك الوهمية في سماء
حبنا الطاهر لك أن تركض وراء المجهول
لكن لا تعود إلي مرة أخرى ..حين تكتشف
أن الأحلام لم تكن إلا دخانا يتخبط بين خرائطه
المتعرجة في قلبك الفحمي .. الذي تعرف على
فيروس هذا العصر ولكن بعد فوات الأوان
حبيبي
كلما حاولت الركض إليك أجدك تصد خطواتي
الصغيرة .. تلك الخطوات التي تحمل لي الكثير
من الأحلام .. تلك الخطوات التي تحمل لي الكثير
من التباطئ الزمني الذي لا يرحم ضعف روحي
الهائمة في بحر الحب ذلك الحب الذي يحرق
شواطئ هذا القلب .. حيث نشاء .. لكن ما أصعب
استدراج هذا الواقع
حبيبي
لماذا...... أصبحت اجهل هوية نفسي .. من أنا
لماذا...... أصبحت أبحث عن نفسي بين طرقات
هذا الخوف وذلك الصمت ..
حتى متى وأنا أركض بين يديك كلعبة بين أحضان الموج
ترمي بها الأمواج إلى الشاطئ تارة وتارة إلى أعماق البحر
إلى .. متى.. وأنا أغمض عيني عن الحقيقة العمياء
مللت التنكر .. مللت الانتظار كالطفل الذي يبحث عن رضاء
تلك الأم بعد أن غضبت عليه لا لشيء سوى أنه لا يعرف
كيف يقبلها
حبيبي
قف قليلا .. تأمل مدى قساوة قلبك الذي لم يرحم من حملت
لك كل الحب .. وكل الوفاء وكل الإخلاص
قد أكون مجنونة في السؤال عنك ..أو في البحث عن غبار
خطواتك الشائكة ولكن ومن الآن فأنت لا تعني لقلبي شيء
فقد أطلقت عليك عبارات الوداع الأخيرة
اذهب فالليل الذي سوف أحتسي آهاته لن يكون طويلا .
وإن طال سوف أتعود عليه .. سوف أعتاد حتى على الدموع
التي سوف تحرق أهداب قلبي
ربما يأتي يوم وتنتحر مراكب الكبرياء المغمورة
في أعماق أعماقك .. عندها .. لا تعود فربما لن تجد
قلبي الذي كان يحمل ذلك الإنسان بين أحضانه
لأن ذلك القلب سوف يكون أشلاء تطايرت عبر أدراج
هذه الحياة القاسية
والآن حبيبي
لن أنتظر كثيراً سوف أترك للأيام حرية التكيف مع روحي
الراحلة
الودااااااااااااااااااع
(انساانة كانت تحبك زماان)
* منقول