في يوم من الأيام.. وفي حديقة مليئة بالزهور العطرة .. والمناظر الجذابة .. والأجواء الخلابة .. التقى الحب بالخيانة .. فأخذوا يتحدثون وكلٌ له فخره ..
فدار بينهم نقاش حاد به نوعاً من الصراحة ..
الحب: أهلاً بك يا من يطعن بالمحبة.. ويقسى على الذي يحبه ..
الخيانة: أهلاً بمن أغوى الناس بحبه.. وسار الناس على طريقه ..
الحب: فأنا الذي يتمنى الكل أن أكون له .. وأن يسعد بي مع من يحبه..
ويعيش بعالم له وحده .. تملؤه المشاعر الفياضة .. والأحاسيس الرقيقة العذبة..
فمن تكون أنت سوى أنك للناس خدعة ..
الخيانة: وأنا الذي أبكيت قلوب العامة .. وجلبت لهم ألم المعاناة..
وأسكنتهم في عالم حزين أشبه بزنزانة .. وأزلت البسمة من شفاتهم..
والفرحة من حياتهم .. فأنا مثل ماقلت خدعة مريره
يجب الحذر من حرارة نارها .. التي تحرق للحبيب فؤاده ..
الحب: ما أقساك أيتها الخيانة .. دوماً على حُبي مدمراه
تفرقي بين الحبيبين وبكل جدارة .. فأنتي للحبيب التائه مراره ..
الخيانة: أنا دوماً للحبيب إثارة .. للوقوع في فخي وبعدها أجلب له الندامة..
وأجعل قلبه أشبه بالحجارة .. ولا يعرف للحب أي عبارة..
الحب: نعم أنتي دوماً لقلب الحبيب شرارة .. تشعلي في القلب ناره ..
وتزيلي السعادة من الخيال .. وتسعى وراء كل شيء لازالته
الخيانة: فأنا أزيد له ألآمه.. وأجعلها سوداءً كالغمامة ..
تكوي قلب الحبيب فتصبح كالرماد ..
الحب: مهلاً أيتها الخيانة .. فأنا لقلب الحبيب سعادة ..
أجعل حياته أشبه بالنهر في إستمراره .. والماء في جريانه .. والقلب في دقاته..
الخيانة: لن يطول الحب فى القلوب .. فأنا ورائك وأن طال زمانك ..
لن أدعك تدخل الفرحة في أيام .. بل سأدمر أحلامك .. وأنهي أفكارك ..
الحب: لن أدعك تفعلي هذا يا أيتها الخيانة ..فسيبقى للحب عنوانه ..
وللحبيب أسعد أوقاته .. وللحزين شفاؤه وابتهاجه ..
الخيانة: سوف نرى من سيبقى وبكل إعتزازة ..
وتستوطن في قلب كل حبيب هائم في حبه ..
ومن هو منا الذي سيبقي ومن سيهدم ما بناه ..
ومن يخون أم يبقى وبكل وفاءه ..
الحب: لا تكوني بنفسك فرحه .. فأنا سأكون المنتصر ..
الخيانة: ولما أنتِ الآن واثق؟؟ ..
الحب: لأن لولاي لم سطرت الروايات قصص الحب والمشاعر المرهفة ..
وما استطاع الشعراء كتابه أجمل القصائد ليبين للحبيب مدى حبه له ..
أما أنتِ فلم يكتب عنك إلا كل ما هو يجلب للقلب حزنه وغمة ..
الخيانة: ليس الأهم من يكتب بي بل الأهم لدي من يتألم بسبب خيانته ..
ومن يذوق العذاب بفعلة .. من يقترف ندامة كل خطوة خطاها بهذه الطرق الوعرة
الحب: فأنتِ قال عنك سبحانه في كتابة ((إن الله لا يحب الخائنين))
وقال عني ((وجبت محبتي للمتحابين في الله))
الخيانة: ولكن أنت للحبيب عذابه .. وللقلب جراحه ..
الحب: بل أنا للحبيب أساس السعادة .. وللقلب مصدر الطمأنينة والراحة ..
الخيانة: وأنا للئيم أجمل سلاحه.. للانتقام من حبيب غير مخلص لحبيبه ..
الحب: لا تقولي لي عنك فلا يوجد مايوصفك ولا حتى كلمة ..
ولو كانت كل قصة حب تنتهي بالخيانة لنزف العالم بشدة جراحة ..
الخيانة: فماذا تكون أنت؟؟
الحب: أنا كالزهرة الجميلة .. والوفاء وقطرات الندى ..
والخيانة هي الحذاء البغيض الذي يدوس على هذه الزهرة البهية ..
الخيانة:أنا لك أيها الحب شوكة حادة .. تجرح فيك بقوة ..
وتمزق بك وتمحي الحب من بال جميع الخونة .. بل ويبقي أثر خدشي في قلوب الأحبة ..
الحب:أما أنا وجميع الأحبة الذين ذاقوا الويل منك فسنقضي على كل شئ قبيح منك تسبب للقلب موته ونمحى كل ذكرى مؤلمه بسبب الخيانة ويبقى الحب بين الجميع شعاره..
الخيانة: أنتِ الآن علي منتصر .. فأنت للجميع جذاب .. وللقلوب منتهى السعادة ..
ولكن حذرهم مني فأنا لا أرضى بالإزالة .. فسأبقى وراء كل حبيب لاسبب فراقه ....
وبذلك كان الحب بالنهاية من استطاع التغلب على الخيانة ..