نعم ركعت عند قدميها
<BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">نعم ركعت عند قدميها بل لثمتها ايضاً وبللت بدموعي قدميها قبل يداها
و لما لا ؟!!!!!!!
مددت يدي لأفتح باب منزل أبي الذي لم أخطو بداخله منذ عشرين عاماً فتحت الباب واستمعت الى صرير مفاصله ونظرت الى داخله فوجدته كما هو , كما تركته كل شئ كما كان حتى رائحة الصبا مازالت تعبق بالمكان لم المس شيئاً وتوجهت من فوري الى الشرفة هارباً من الذكريات التي تلاحقني , نعم هارباً انا وحدي من يهرب من ذكرياته و يخجل منها فأخرجت سجائري وجلست وحيداً ادخن واخرج انفاسي لتتراءى لي اشباح الماضي كأنها جاءت تلاحقني لما فعلت ها هو ابي يخرج من حجرته وهو يرتدى جلبابه الابيض والطاقية البيضاء ينظر لي في حزم ولسان حاله يقول لي لما يا بني , هل ربيتك على هذا , وها هي امي تخرج وراءه وهي بجلبابها الاسود تنظر لي في ضيق واستنفار ولسان نظراتها يقول لي لما عدت الآن ؟!!
لم احس بنفسي الا و دموعي تبلل فمي لتنحدر الى مطفأة السجائر وبدأ صوتي رويداً رويداً يتهدج وحاولت ان اكتمه ولكنه يأبى انه يريد ان يخرج من صدري ان حنجرتي تثور علي وصوت نشيجي يزداد حتى انقلب صراخاً ... صراخاً ان دل على شئ فأنه يدل على صراع نفسي رهيب يدل على خطايا الماضي التي لا تغتفر يدل على ذنب رهيب في حق اناس هم اشرف مني وجدت فى دموعي بقايا ذكرياتي , وجدت في دموعي متنفس عن ألامي وجدت نفسي غارقا في الهموم قبل الديون وغطيت وجهي بكفي وانحنى ظهري وارتكزت بمرفقي على المنضدة وجلست طويلاً طويلاً طويلا تتراءى لي الذكريات.
هنا فى تلك الحجرة أرى الطبيب يخرج من حجرة أبى و هو يعزينى و أرى أمى جالسة فى الأرض تنتفض من البكاء و بجانبها أختى تبكى , أبى قد مات و هو غاضبا على .. أبى قد مات و لم أراه .. أبى مدير المدرسة الذى كانت تهتز المدرسة بأكملها عند سماع صوته قد مات .. أبى الرجل الحازم من كان الناس يقفون له هيبة و اجلالا قد مات , مات و هو يرى انه لم يربى ولده كما ينبغى .....
و بدلا من ان بنصلح حالى انقلب و مال وسار من السوء الى ما هو أسوأ و صرت شديد العصبية و تعرفت على أصدقاء هم من السوء ينافسوننى فيه و بدلا من أن أكون رجل البيت من بعد أبى و بدلا من أن أراعى أمى و أختى الوحيدة صرت كريه النفس لا أعود للمنزل الا فجرا و ان تكلمت امى معى لا اعرها انتباها و اتركها لادخل غرفتى و اغلق على نفسى و ان دخلت اختى على اسبها و اتطاول عليها بالضرب احيانا .. كنت وقحا كريها و رغم ذلك كانوا يدعون لى بالهداية ......
ولم يستمر الحال طويلا فرحلت امى عن دنيانا كأنها تأبى ان تعيش فى هذه الدنيا من بعد أبى فلحقت به عند ربه و ماتت هى أيضا دون أن ترى ولدها الوحيد لانى كنت كما هو الحال دائما غير متواجد فرحلت عن دنيانا و هى غاضبة على و على حالى وكان حالى من السوء بحيث لا أمل من اصلاحه فعندما عدت الى المنزل و وجدت أختى باكية تنهمر دموعها لم أكلف خاطرى ان أسألها عن حالها و دخلت حجرتى كالمعتاد فدخلت ورائى فنهرتها و طردتها من حجرتى و ما كان منها الا ان حاولت استجماع انفاسها و قالت لى بصوت مبحوح كأنه يأبى الخروج من فمها ان أمك قد ماتت .. ماتت .. رحلت عن دنيانا من تهون الحياة من بعدها فما كان منى الا ان قلت لها و ماذا تريدين منى و ماذا انا بفاعل لك و اغلقت باب الحجرة فى و جهها و كان اخر ما رأيت منها دموع فى عيون متشككة فى شخصى آنس انا أم شيطان ...............
ولم أطيل البقاء فى المنزل فمن يومها أصبحت أرى المنزل و أختى لماما و مرة أخرى ازداد حالى سوءا و طغيانا و لم اتوانى عن ضرب اختى مرارا و تكرارا و لم تضيق بى ابدا حتى عندما جاء خالى و ابنه لخطبتها لم أقابلهم و تركت المنزل خارجا الى حالى الى السهر الى الأصدقاء الى الملذات و عندما عدت وجدتها مازلت مستيقظة و نظرت لى و قالت ما رأيك يا أخى فرددت عليها بكل برود مالى انا و مال هذا الكلام افعلى ما يحلو لك فامسكتنى من كتفى و أخذت تهزنى بكل قوة وهى تقول لى كيف مالك و مالى أنت أخى .. أنت رجلى ..أنت أبى و أمى ..أنت حالى و دنياى ألست أختك ما بك انت لست بانسان .. انت لست بانسان انت شيطان رجيم قالتها و هى تبكى و تمسك قدماى ...... و لم يهتز لى جفنا بل رأيت أداءها مصطنعا و كلماتها غريبة الملامح على أذنى و تركتها و سارت حياتى كما هى ليلا او نهارا حتى أصبحت لا أفرق بين الأيام حتى جاء يوم زواج أختى ........
.
بالطبع لم أذهب الى الزفاف ولم أذهب حتى الى بيتها و لم أدفع لها شيئا مالى انا بكل هذا آوقف نزواتى من أجلها من هى لكى افعل شيئا لها و استمرت حياتى كما هى لا شىء فيها ثابت سوى انى كلما أعود الى منزلى أجد أختى او أجد ما يدل على وجودها على هيئة نظافة المنزل و نظافة ملابسى او حتى وجبة غذاء و لكنى لم أهتم و لم أبادلها الزيارات حتى بعد ولادتها لابنها لم أزرها و رغم ذلك لم تنقطع زيارتها هى لى و لم تنقطع مودتها و كم وددت ان تنقطع مودتها و ان تغرب عن وجهى لا أريدها لا أريد أن أراها أهكذا اكون قد كفرت آطلب المحال لا اريدهااااااااااااااااااااا
و جلست وحدى أفكر لم لا ابعد أنا عنها حتى لا أراها فقررت السفر للخارج مع أصدقائى و لم أبلغ أحد قط و بالفعل أخذت كل أموال أبى من البنك و مجوهرات أمى و سافرت لا أبكى على شىء و كانت مسيرتى فى الخارج فخرا لابليس لا لأحد سواه و انفقت أموالى هنا و هناك دون حساب و رغم ذلك كانت تزيد و تزيد و انا أزيد فى اسرافها بسفه لا مثيل له و لكن لكل شىء نهاية و هى كانت نهايتى !!!!!
كانت آية فى الجمال و الرشاقة كانت فى نظرى كالملاك الحالم و لكن هل تعرف الابالسة من ملائكة , بالطبع لا , و انا كنت ابلبس و هى أيضا ...
كانت تنافسنى فى سفاهتى و تزيد عنى , كانت تنافسنى فى شرورى و تزيد عنى حتى انها نافستنى و تغلبت على نعم ... نعم أخذت كل شىء.. كل شىء أخذت كل ما أملك و تركتنى لا أملك حتى نفسى مزقتنى قتلتنى كأنها جاءت لتنتقم منى دون سبب ... تركتنى محطما لا أملك شيئا سوى تذكرة العودة لبلادى و كأنها تقول لى أصبحت بلا قيمة لنا هنا اذهب لبلادك انت الآن بلا جدوى فأصبحت خاويا خاليا من كل شىء......
عدت لبلادى بعد غيبة تعدت العشرون عاما نظرت لنفسى فلم أجد شيئا فنظرت من حولى فلم أجد شيئا سوى الجدران التى تماديت فى بنائها مع كل من حولى لم أجد شيئا سوى الذكريات المؤلمة , كل من أحب قد مات ابى قد مات .. أمى قد ماتت .. أما أختى فمن المؤكد انى بالنسبة لها فى حكم الميت ياله من يوم أنا اليوم أعددت نفسى من الموتى من القتلى و ما قاتلى سواى ......
ابن أختى الذى لم أراه منذ مولده عمره الآن واحد و عشرون عاما هل يعلم أن له خال لا أظن هذا ........
عدت من أوهامى و لم أدرى بنفسى الا و أنا لأهيم بالشوارع أسأل الناس عن عنوان أختى و أنا أرى فى عيونهم نظرات الكرة و الغضب و أنا لا ألومهم على شىء أنا نفسى لا أطيق النظر بوجهى و لكن لابد لى من هذا العمل لابد أن أفعله سألت هنا و هناك حتى علمت عنوان بيت أختى و زوجها ابن خالى و لم أفكر كثيرا فوجدت قدماى تسوقنى الى هناك ولكن أمام باب منزلهم تسمرت يدى أبت أن تطرق الباب و دار بعقلى هل تعرفنى هل ستسامحنى كيف؟؟ كيف و انا لا أستطيع أن أغفر لنفسى خطاياها فكيف هى ؟!!!!!
انه دين عليك .... تكررت هذه الجملة مرارا و مرارا فى عقلى حتى ارتفعت يداى لتدق على الباب و مع دقاتى ترتفع دقات قلبى حتى صرت لا أميزها و فتحت هى الباب و لم أجد نفسى الا على الأرض أبكى و ألثم قدميها لا أستطيع أن أتكلم او أرفع عينى فى عيناها و سمعت صوت دموعها و وجدت يداها تمسك بكتفى و وجدت شفتاها تقبل رأسى و أخذت بيدى حتى وقفت و دخلنا المنزل و أنا مازلت لا أستطيع النظر اليها واذا بها تقول اذ كنت لا تريد أن تنظر لى فانظر لابنى فأنت لم تراه منذ مولده ألا تريد أن تراه ؟!! اذن فانظر الى أخته التى لم تعلم بوجودها قط ألا تريد أن تراها ؟!! اذن فانظر لزوجى أم انك لا تريد أن تراه أيضا ؟!!
أما أنا فاعلم انى لا أريد لهم أن يروا وجههى و لكنى وجدتهم قد جلسوا أرضا منى لكى أرى وجههم و يرون وجهى أرى وجوه الملائكة و يروا وجوه الخزى و العار نظرت الى وجههم فرأيتها مبتسمة الثغر تبشر بالحب و التسامح فوجدت نفسى أقبل رأس أختى و ألثم عيناها و يداها و قدميها و ابللهم بالدموع تكفيرا عن اساءتى لأبى و لأمى و لها و لزوجها و لأبنائهم الذين لم اراهم قط لعلهم يغفرون لى و يسمحون لى أن أبدأ حياتى من جديد
فبدونهم أنا ميت و بهم أسترد الحياة
انا عارفه ياشباب ان القصه طويله قوي وهاتمله منها بس ياريت تكملوها للاخر بجد مؤثره قوي وممكن تكون فيها شي من الواقعيه يعني في ناس كتير بتعمل اللي اتحكي واكتر منه كمان .........يارب يهدي كل الشباب العاصي يارب امين</BLOCKQUOTE>